وكل ما يحبنطى به البطن * وذلك ان اهلها لا يرون فى الخمائص حسنا * حتى ان النسآ فيما بلغنى يتخذن معجونا من الجُعَل وياكلنه فى كل غداة لكى يسمنَّ ويكون لهن عُكَن مطويات *
“The food they eat there is fava beans, lentils, chickpeas, darnel seed and darnel weed, water clover, kharfā vetch, julbān vetch, broad beans, the fruit of the ghāf tree, the black-eyed pea called dajr, khullar vetch, buls lentils, bitter vetch, lupine, the black-eyed peas called khurram, shubrum-lentils, black-eyed peas tout court, and everything else that makes the belly distend. This is because its people find nothing good in an empty stomach. It has even been reported to me that the women use a paste made of dung-beetles, eating some every morning so that they may grow fat and develop overlapping belly folds.
2.2.11
واضّر ما لاقيت فيها قَيْعَر قيعار * قدم اليها من بعض البلاد الحميرية وتعرف بجماعة من النصارى فيها * فصار يدخل ديارهم ويسامرهم * فلما لم يجد عند احدهم كتابا اقام نفسه بينهم مقام العالم فقال انه يعرف علم الفاعل والمفعول وحساب الجُمَّل * واتخذ له كتبا بعضها من غير ابتدآء وبعضها بغير ختام وبعضها مخروم او ممحو * فكان اذا خاطبه احد فى شى عمد الى بعض هذه الكتب ففتحه ونظر فيه ثم يقول * نعم ان هذا الشى هو من الاشيآ التى اختلف فيها العلمآ * فان بعض مشايخنا فى الديار الحميرية يتهجاه كذا * وبعضهم فى الديار الشامية كذا * ولمّا يستقرّ رايهم عليه فاذا استقرّ فلا بد من ان يخبرونى به *
“The most noxious thing I came across there was Qayʿar Qayʿār.48 He came to the city from the Himyaritic lands49 and made the acquaintance of a group of Christians there, to whose houses he would repair, spending the evenings with them. Finding that they had no scribes among them, he appointed himself their scholar and said that he knew the science of ‘subjects’ and ‘objects’50 and of chronograms.51 He got hold of a few books, some of which were missing their beginnings and some their ends, some of which were worm-eaten and some so faint as to be illegible, and if anyone asked him about anything, he’d turn to one of these, open it, gaze upon it, and then say, ‘As I thought. This is one of those things over which scholars differ. Thus some of our shaykhs in the Himyaritic lands interpret it this way and some of them in the Damascene territories that, and they have yet to reach a consensus. When they do, they will certainly let me know.’
2.2.12
قال الفارياق وقد سمعت مرة مَن استفزّه باعث من الشغل يساله عن الوقت * فقال له ساعة وخمس دقائق اما الساعة فقد اشتق منها الساعى وعيسى * اما الساعى فلكون السعى كله يتوقف على الساعات * اذ لا يمكن لاحد ان يعمل عملا خلوّا من الوقت * فان جميع الافعال والحركات محصورة فى الزمان كانحصار— ثم ادار نظره ليشبّهه بشى فراى كوزا لبعض الصبيان * فقال كانحصار المآ فى هذا الكُزّ * ثم راى زنبيلا لصبىّ اخر فقال او كانحصار غدآ هذا الولد فى هذا الزبّيل * واما عيسى فلكونه اشتمل على جميع المعارف والعلوم اشتمال الساعة على الدقائق * ثم ان قولى خمس حقيقة معناه اربعة بعدها واحد او ثلثة قبلها اثنان ولك ان تعكس * وانما قالوا خمس دقائق ولم يقولوا خمسة طلبا للتخفيف والعجلة فى الكلام * فان بطول الالفاظ يضيع الوقت * وقولى دقائق هو جمع دقيقة وهو مشتق من الدقيق للطحين * اذ بينهما شبه ومناسبة بجامع النعومة * ثم ان هناك الفاظا كثيرة تدل على الوقت وهى المسآ والليل والصبح والضحى والظهر والعصر والدهر والابد والحين والاوان والزمن * اما الستّ الاولى ففيها فرق واما الاخيرة فلا * فاعترضه رجل من اولئك الكبرآ وقال قد رابنى يااستاذنا ما قلت * فان كلّا من جاريتى وستّها لها فرق * فضحك الشيخ من حماقته وقال له ان كلامى هنا فيما حواه الزمان لا فيما حواه المكان * فساله آخر قائلا اين جامع النعومة هذا الذى ذكرت ان فيه الدقيق * فضحك ايضا وقال اعلم ان لفظة جامع تسمَّى عندنا معاشر العلمآ اسم فاعل اى الذى يتولى فعل شى ايّا كان * لكنى طالما عزمت على ان اناقشهم فى هذه التسمية * لان من يموت او ينام مثلًا لا يصح ان يقال فيه انه فاعل الموت او النوم * فقولى جامع على القاعدة المعلومة عندنا هو اسم لمن جمع شيا * حتى ان الكنيسة يصح ان يطلق عليها لفظ الجامع لانها تجمع الناس * فلما قال ذلك اكفهرت وجوه السامعين * قال فسمعت بعضهم يجمجم قائلا * ما اظن الشيخ صحيح الاعتقاد بدين النصارى * فقد اصابت اساقفتنا فى حظرهم الناس ان يتبحّروا فى العلوم ولا سيما علم المنطق هذا الذى يذكره شيخنا * فقد قيل من تمنطق تزندق * ثم انصرف عنه الجميع مدمدمين *
“Once,” the Fāriyāq continued, “I heard someone who was bothered about some urgent business ask him the time, and the man told him, ‘Such-and-such an hour and five minutes. Now, as to the word sāʿah (“hour”), from it are derived the words sāʿī (“errand boy”; literally “one who strives” or “makes effort”) and ʿĪsā.52 Sāʿī is so derived because all effort depends on the hours, for no-one can undertake any work outside the confines of time. All acts and motions are confined within time, just as . . .’ and he looked about him for something to use as a comparison and caught sight of a tin mug belonging to some child and said, ‘. . . water is confined within this p’tch’r.’53 Then he saw a palm-leaf basket belonging to some other child and said, ‘Or like this child’s lunch in this b’sk’t. As for ʿĪsā, it is so derived because ʿĪsā contained within himself all knowledge and branches