آمناً. أحسّ بأن ريس سيصدقه. كان يعرف بأن حب تور لوالده كان حقيقياً, وإذا هناك فرصة لأي شخص كي يقوم بتبرئة اسم تور, فسيكون ريس. كان عليه أن يجده.
أخذ تور طريقه راكضاً من خلال الأزقة الخلفية, يلف ويدور من خلال الحشود, بينما كان يبتعد عن بوابة الملك باتجاه القلعة. كان يعرف أن غرفة ريس في الجناح الشرقي, على مقربةٍ من جدار المدينة الخارجي, وكان يأمل فقط بأن يكون ريس داخل غرفته. إذا كان هناك, من الممكن أن يستطيع يلفت انتباهه لوجوده, ومن الممكن أن يساعده على إيجاد طريقٍ إلى داخل القلعة. كان يشعر تور بالخوف من بقائه هنا في الشوارع, فمن الممكن أن يتم قريباً التعرف عليه. وإذا تعرفت عليه هذه الحشود فسيقومون بتمزيقه إرباً.
وبينما وصل تور إلى نهاية هذه الشوارع, وجد نفسه قد وصل أخيراً إلى الجدران الحجرية الخارجية. لقد أصبح قريباً جداً, كان يركض بالقرب من الجدران, على مقربةٍ كبيرة من عيون الجنود الساهرة الذين وقفوا كل بضعة أقدام.
وحالما اقترب تور من نافذة ريس, انحنى إلى الأسفل والتقط حجرة صغيرة. ولحسن الحظ فقط نسي الجنود تجريده من سلاح واحد, مقلاعه القديم. استخرج المقلاع من وسطه ووضع الحجر داخلها, ثمّ قام بإلقائه.
وبرمية لا يمكن أن تخطئ, طار الحجر من فوق جدار القلعة ثمّ وصل بشكل دقيق إلى النافذة المفتوحة من غرفة ريس. سمع تور صوت ارتطام الحجر بالجدار الداخلي لغرفة ريس, ثم انتظر قليلاً, و اختبئ خلف الجدار المنخفض كي لا يتم كشفه من قبل حراس الملك المنتشرين على طول الجدار, والذين التفتوا باتجاه الصوت.
ولكن لم يحدث شيء خلال اللحظات التالية, امتلأ قلب تور بالخوف, تساءل عمّا إذا لم يكن ريس في غرفته بعد كل ذلك. إذا لم يكن في غرفته فسيكون على تور أن يفرّ من هذا المكان, لم يكن هناك أيّ وسيلةٍ أخرى بالنسبة له كي يحصل على ملاذٍ آمن. حبس تور أنفاسه لعدة دقائق بينما كان قلبه يخفق بشدة, انتظر قليلاً وهو يراقب نافذة ريس إذا كان ستفتح.
بعدما كان على وشك الانصراف بعد أن أحسّ بأن دهراً قد مر. رأى تور شخصاً ما يخرج رأسه من النافذة, يضع كفيّه على راحة النافذة ويميل رأسه للخارج وهو ينظر بحيرةٍ تعلو وجهه.
وقف تور واندفع عدة خطواتٍ إلى الخلف بعيداً عن الجدار, ثمّ لوّح بإحدى ذراعيه عالياً.
نظر ريس إلى الأسفل ولاحظ تور, لقد بدت ملامح السرور على وجهه عندما تعرّف على تور, كان ذلك واضحاً حتى في ضوء المشعل من هنا, وشعر تور بالارتياح لرؤية تلك التعابير على وجهه. أخبر ذلك تور بكلّ ما يريد معرفته: لن يقوم ريس بردّه الآن.
أشار له ريس بأن ينتظر, أسرع تور باتجاه الجدار وجلس على ركبتيه خافضاً نفسه بشكل كامل بينما كان الحراس ينظرون حولهم.
انتظر تور لمدةٍ لا يعرف كم طالت, وكان مستعداً للفرار في أيّة لحظة من الحراس, حتى ظهر ريس أخيراً, وهو يتسلل من خلال بابٍ في الجدار الخارجي, كان يتنفس بصعوبة وينظر في كلا الاتجاهين, حتى استطاع أن يجد تور.
أسرع ريس باتجاهه وقام بعناقه. شعر تور بسعادةٍ غامرة. سمع تور صوتاً من الأسفل ونظر فرأى كروهن جالساً داخل قميص ريس. قفز كروهن إلى الأسفل عندما انحنى ريس, و ركض نحو تور.
إنه كروهن شبل النمر الأبيض الذي قام تور بإنقاذه في أحد الأيام, قفز إلى أحضان تور وعانقه, وهو يأنّ ويلعق وجه تور.
ابتسم ريس.
"عندما أخذوك حاول أن يتبعك, وقمت بأخذه كي أتأكد أنه سيكون بأمان."
قام تور بشبك يده في يد ريس مقدراً فعلته هذه, ثم ضحك بينما بقي كروهن يلعق وجهه.
"لقد افتقدتك أيها الفتى," ضحك تور, وقام بتقبيل ريس. " ابقى هادئاً الآن كي لا يسمعنا الحراس."
سكت كروهن كما لو